\\\\\\\\
مباركية الجرعة الثانيةبينما قصي جالس ينتظر حضورالزملاء ويرتشف الشاي لوحده في المضافة إذ دخلت أمينة وفي يدها سفط حلويات، تهلل وجهه فرحا وقال قربيه هاتيه لنذوقه، قالت ممنوع حتى يحضر صاحب الهدية، كان يتوقع منها أن تكمل كلامها وتفسره، لكنها لم تفعل وأبقت على السفط مغلقا في وسط المضافة على الطاولة٫٫٫ وجلست تعمل مشاركات في المنتدى، بينما قصي يتمحص غيظا متشوقا لمعرفة صاحب الهدية لكن صبره يمنعه من السؤال على رأي المثل يا خبر بفلوس بكرا ببلاش٫٫٫
في هذه الأثناء دخلت منى قالت السلام عليكم يا جماعة، ردوا السلام بحرارة، وبينما هي تجلس لفت نظرها سفط الحلو، فعدلت عن الجلوس وساقها الفضول إليه:إيه ده، حلوياااااااااااات، تدور حوله وتتلمسه تفكر بفتحه، لكن قصي عاجلها: ممنوع حتى يحضر صاحب الهدية، الله ومن ده صاحب الهدية؟ قالت أمينة:العميد، وإيه المناسبة قالت منى مستغربة، ردت:الجرعة الثانية، جرعة إيه دي تساءلت منى،،، في هذه الأثناء غاب قصي بتفكيره قليلا ثم قال:آآآآآآآآآآه، لمحته اليوم في السوق بلا كمامة، يتجول بحرية، هل تكون هذه هي السبب؟ قالت منى مش معقول وإيه دخل الكمامة بالجرعة الثانية؟ مع دخول عبد الله وتوجهه فورا إلى سفط الحلووهو يقول: السلام عليكم يا جماعة،،، هل هذا حلويات؟ ودون أن ينتظرالجواب شرع بفك السفط لرؤية ما فيه، حينها قالت له منى توقف، حتى يحضر صاحب الهدية،،،نظر يمنة ويسرة، تفحص الموجودين وقال: أكيد تقصدون العميد!! قالوا نعم، وما المناسبة سأل، ردوا بصوت واحد:الجرعة الثانية، يعني إيه الجرعة الثانية؟ قال، فردت أمينة: اليوم كان موعد حقنةالجرعة الثانية من مطعوم الكورونا للعميد، وهو مبسوط جدا لذلك قررت أن نهديه شيئا يفرحه ويحسن نفسيته، فرد عبدالله: أنا رأيته على المقهى تحت يشرب قهوة بلا كمامة،
طبعا بلا كمامة سيشرب القهوة رد قصي وأكمل: كيف يشرب القهوة يعني بالكمامة!
لا لا قال عبد الله أنا قصدي أنه تخلى تماما عن الكمامة ويحتفل بهذا مع أصدقائه في القهوة، ويخبرهم أنه لن يضعها بعد اليوم٫٫٫٫
صارت منى تضرب كفا بكف وهي تقول يا دي المصيبة هو ده اللي ناقص، حد يقول له حاجة يا جماعة مع دخول العميد، بلا كمامة طبعا
بادرته منى:سمعنا أنك تخليت عن الكمامة هل هذا صحيح
- نعم طبعا وهذا حقي
- حق إيه بقى فهمنا حاكم نحنا مش فاهمين حاجة
- طبعا أحكيلكم، باعتباري أخذت الجرعة الثانية من مطعوم الكوفيد فقد صرت محصنا ضد المرض، وبهذا حصلت على تصريح الحرية والتخلي عن الكمامة
رد قصي: وهل المطعوم يضمن عدم إصابتك بالمرض؟
- لا لكنه يحميني من مضاعفاته، ويجعله يمر كنسمة خفيفة
رد عبد الله: يا سلام ع الشاعرية! وهل يمكن لهذه النسمة أن تنقل الفيروس إلى الغير
طبعا طبعا قالت أمينة، وقد ثبت علميا مؤخرا أن مسافة المترين الاجتماعية لا تكفي للوقاية من المرض، علينا أن نحدد جغرافيتنا ونعرف تاريخنا بشكل جيد كي لانقع في حفرة الانهدام!
حفرة إيه يا أمينة مش فاهمة ردت منى، لكن اللي أعرفه أن المطعوم يخفف أعراض المرض على المتطعم ولا يحميه من المرض، يعني إن لم يلبس كمامة قد ينقل المرض إلى غيره، وهذا غير مقبول إنسانيا أو شرعيا
وقف قصي وهو يقول:الخلاصة يا عميد لا راحة من الكمامة حتى يتم القضاء على المرض بنسبة عالية، وحتى يتم تطعيم معظم الشعب
- نعم فهمت قصدك تريد القول حتى نحصل على مناعة القطيع، ومتى نحصل عليها إن شاء الله؟
ردت أمينة: هذا تخصصي وأعتقد أن إنجلترا هي أول دولة تحصل على مناعة القطيع كونها قد طعمت حوالي ثلثي شعبها
تساءل عبد الله: وماذا عن نيوزيلندا التي لا تلبس كمامات، وحتى بعض الولايات في أمريكا لا تلبسها
رد قصي: نيوزيلندا بلد صغير وشاسع المساحة، لذلك سيطروا على المرض بالحظر الشامل لفترة لا بأس بها، بينما في أمريكا هناك بعض المشاغبين والمارقين عن القانون الذين يظنون أن من حقهم نقل العدوى إلى الآخرين دون مسؤولية، واسأل المستشفيات عنهم وعن أعداد الوفيات، أنا خبير في هذا الموضوع، لذلك
- لذلك أنا اقتنعت بكلامكم وسألبسها في الأماكن العامة وحيث يكون الآخرون
إذن هيا تفضل لتأخذ هديتك قالت منى، نظر إليها باستغراب فأشارت إلى سفط الحلو فتهلل وجهه فرحا، هذا لي! من أحضره وما المناسبة
أمينة أحضرته بمناسبة الكمامة التي لن تخلعها لأجل جرعتك الثانية
شكرا شكرا أمينة نردلك إياها بالأفراح والليالي الملاح رد العميد وهويفتح سفط الحلو
وكم كانت المفاجأة حين وجد فيه باكيت من الكمامات!!٫٫٫